الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سيرة ابن هشام المسمى بـ «السيرة النبوية» **
وقال ابن إسحاق : وقال أمية بن أبي الصلت ، يرثي من أصيب من قريش يوم بدر : ألا بكيت على الكرا * م بني الكرام أولي الممادح كبكا الحمام على فرو * ع الأيك في الغصن الجوانح يبكين حرى مستكينات * يرحن مع الروائح أمثالهن الباكيات * المعولات من النوائح من يبكهم يبك على * حزن ويصدق كل مادح ماذا ببدر فالعقنل * من مرازبة جحاجح فمدافع البرقين فالحنانا * من طرف الأواشح شمط وشبان بها ليل * مغاوير وحاوح ألا ترون لما أرى * وقد أبان لكل الامح أن قد تغير بطن مكة * فهي موحشة الأباطح من كل بطريق لبطريق * نقي اللون واضح دعموص أبواب الملوك * وجائب للخرق فاتح من السراطمة الخلاجمة * الملاوثة المناجح القائلين الفاعلين * الآمرين بكل صالح المطعمين الشحم فوق * الخبز شحما كالأنافح نقل الجفان مع الجفان * إلى جفان كالمناضح ليست بأصفار لمن * يعفو ولا رح رحارح للضيف ثم الضيف بعد * الضيف والبسط السلاطح وهب المئين من المئين * إلى المئين من اللواقح سوق المؤبل للمؤبل * صادرات عن بلادح لكرامهم فوق الكرام * مزية وزن الرواجح كتثاقل الأرطال بالقسطاس * في الأيدي الموائح خذلتهم فئة وهم * يحمون عورات الفضائح الضاربين التقدمية * بالمهندة الصفائح ولقد عناني صوتهم * من بين مستسق وصائح لله در بني علي * أيم منهم وناكح إن لم يغيروا غارة * شعواء تجحر كل نابح بالمقربات المبعدات * الطامحات من الطوامح مردا على جرد إلى * أسد مكالبة كوالح ويلاق قرن قرنة * مشي المصافح للمصافح بزهاء ألف ثم ألف * بين ذي بدن ورامح قال ابن هشام : تركنا منها بيتين نال فيهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأنشدني غير واحد من أهل العلم بالشعر بيته : ويلاق قرن قرنه * مشي المصافح للمصافح وأنشدني أيضا وهب المئين من المئين * إلى المئين من اللواقح سوق المؤبل للمؤبل * صادرات عن بلادح قال ابن إسحاق : وقال أمية بن أبي الصلت ، يبكي زمعة بن الأسود ، وقتلى بني أسد : عين بكي بالمسجلات أبا الحارث * لا تذخري على زمعة وابكي عقيل بن أسود أسد البأس * ليوم الهياج والدفعة تلك بنو أسد إخوة الجوزاء * لا خانة ولا خدعة هم الأسرة الوسيطة من كعب * وهم ذروة السنام والقمعه أنبتوا من معاشر شعر الرأس * وهم ألحقوهم المنعة أمسى بنو عمهم إذا حضر البأس * أكبادهم عليهم وجعة وهم المطعمون إذا قحط القطر * وحالت فلا ترى قزعة قال ابن هشام : هذه الرواية لهذا الشعر مختلطة ، ليست بصحيحة البناء ، لكن أنشدني أبو محرز خلف الأحمر وغيره ، وروى بعض ما لم يرو بعض : عين بكي بالمسبلات أبا الحراث * لا تذخري على زمعة وعقيل بن اسود أسد البأس * ليوم الهياج والدفعة فعلى مثل هلكهم خوت الجو * زاء لا خانة ولا خدعة وهم الأسرة الوسيطة من كعب * وفيهم كذروة القمعة أنبتوا من معاشر شعر الرأس * وهم ألحقوهم المنعة فبنو عمهم إذا حضر البأس * عليهم أكبادهم وجعة وهم المطعمون إذا قحط القطر * وحالت فلا ترى قزعة قال ابن إسحاق : وقال أبو أسامة معاوية بن زهير بن قيس بن الحارث بن سعد بن ضبيعة بن مازن بن عدي بن جشم بن معاوية ، حليف بني مخزوم . قال ابن هشام : وكان مشركا وكان مر بهبيرة بن أبي وهب وهم منهزمون يوم بدر ، وقد أعيا هبيرة ، فقام فألقى عنه درعه وحمله فمضى به ، قال ابن هشام : وهذه أصح أشعار أهل بدر : ولما أن رأيت القوم خفوا * وقد زالت نعامتهم لنفر وأن تركت سراة القوم صرعى * كأن خيارهم أذباح عتر وكانت جمة وافت حماما * ولقينا المنايا يوم بدر نصد عن الطريق وأدركونا * كأن زهاءهم غطيان بحر وقال القائلون من ابن قيس * فقلت : أبو أسامة ، غير فخر أنا الجشمي كيما تعرفوني * أبين نسبتي نقرا بنقر فإن تك في الغلاصم من قريش * فإني من معاوية بن بكر فأبلغ مالكا لما غشينا * وعندك مال إن نبأت خبرى وأبلغ إن بلغت المرء عنا * هبيرة وهو ذو علم وقدر بأني إذ دعيت إلى أفيد * كررت ولم يضيق بالكر صدري عشية لا يكر على مضاف * ولا ذي نعمة منهم وصهر فدونكم بني لأي أخاكم * ودونك مالكا يا أم عمرو فلولا مشهدي قامت عليه * موقفة القوائم أم أجري دفوع للقبور بمنكبيها * كأن بوجهها تحميم قدر فأقسم بالذي قد كان ربي * وأنصاب لدى الجمرات مغر لسوف ترون ما حسبي إذا * ما تبدلت الجلود جلود نمر فما إن خادر من أسد ترج * مدل عنبس في الغيل مجري فقد أحمى الأباءة من كلاف * فما يدنو له أحد بنقر بخل تعجز الحلفاء عنه * يواثب كل هجهجة وزجر بأوشك سورة منا إذا ما * حبوت له بقرقرة وهدر ببيض كالأسنة مرهفات * كأن ظباتهن جحيم جمر وأكلف مجنا من جلد ثور * وصفراء البراية ذات أزر وأبيض كالغدير ثوى عليه * عمير بالمداوس نصف شهر أرفل في حمائله وأمشي * كمشية خادر ليث سبطر يقول لي الفتى سعد هديا * فقلت لعله تقريب غدر وقلت أبا عدي لا تطرهم * وذلك إن أطعت اليوم أمري كدأبهم بفروة إذ أتاهم * فظل يقاد مكتوفا بضفر قال ابن هشام : وأنشدني أبو محرز خلف الأحمر : نصد عن الطريق وأدركونا كأن سراعهم تيار بحر وقوله : - مدل عنبس في الغيل مجري - عن غير ابن إسحاق قال ابن إسحاق : وقال أبو أسامة أيضاً : ألا من مبلغ عني رسولا * مغلغلة يثبتها لطيف ألم تعلم مردي يوم بدر * وقد برقت بجنبيك الكفوف وقد تركت سراه القوم صرعى * كأن رؤوسهم حدج نقيف وقد مالت عليك ببطن بدر * خلاف القوم داهية خصيف فنجاه من الغمرات عزمي * وعون الله والأمر الحصيف ومنقلبي من الأبواء وحدي * ودونك جمع أعداء وقوف وأنت لمن أرادك مستكين * بجنب كراش مكلوم نزيف وكنت إذا دعاني يوم كرب * من الأصحاب داع مستضيف فأسمعني ولو أحببت نفسي * أخ في مثل ذلك أو حليف أرد فأكشف الغمى وأرمي * إذا كلح المشافر والأنوف وقرن قد تركت على يديه * ينوء كأنه غصن قصيف دلفت له إذا اختلطوا بحرَّى * مسحسة لعاندها حفيف فذلك كان صنعي يوم بدر * وقبل أخو مدارة عزوف أخوكم في السنين كما علمتم * وحرب لا يزال لها صريف ومقدام لكم لا يزدهيني * جنان الليل والأنس اللفيف أخوض الصّرة الجمّاء خوضا * إذا ما الكلب ألجأه الشفيف قال ابن هشام : تركت قصيدة لأبي أسامة على اللام ، ليس فيها ذكر بدر إلا في أول بيت منها والثاني ، كراهة الإكثار . قال ابن إسحاق : وقالت هند بنت عتبة بن ربيعة تبكي أباها يوم بدر أعينيَّ جوادا بدمع سرب * على خير خندف لم ينقلب تداعى له رهطه غدوة * بنو هاشم وبنو المطلب يذيقونه حد أسيافهم * يعلّونه بعد ما قد عطب يجرونه وعفير التراب * على وجهه عاريا قد سلب وكان لنا جبلاً راسياً * جميل المرارة كثير العشب وأما بري فلم أعنه * فأوتي من خير ما يحتسب وقالت هند أيضاً : يريب علينا دهرنا فيسوؤنا * ويأبى فما نأتي بشيء يغالبه أبعد قتيل من لؤي بن غالب * يراع امرؤ إن مات أو مات صاحبه ألا رب يوم قد رزئت مرزأً * تروح وتغدو بالجزيل مواهبه فأبلغ أبا سفيان عني مألُكا * فإن ألقه يوما فسوف أعاتبه فقد كان حرب يسعر الحرب إنه * لكل امرىء في الناس مولى يطالبه قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشهر ينكرها لهند . قال ابن إسحاق : وقالت هند أيضاً : لله عينا من رأى * هلكا كهلك رجاليه يا رب باك لي غدا * في النائبات وباكيه كما غادروا يوم القليب * غداة تلك الواعيه من كل غيث في السنين * إذا الكواكب خاويه قد كنت أحذر ما أرى * فاليوم حق حذاريه قد كنت أحذر ما أرى * فأنا الغداة مواميه يا رب قائلة غدا * يا ويح أم معاويه قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند . قال ابن إسحاق : وقالت هند أيضاً : يا عين بكي عتبه * شيخا شديد الرقبة يطعم يوم المسغبه * يدفع يوم المغلبه إني عليه حربة * ملهوفة مستلبه لنهبطن يثربه * بغارة منثعبة فيها الخيول مقربه * كل جواد سلهبه وقالت صفية بنت مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، تبكي أهل القليب الذين أصيبوا يوم بدر من قريش : ( وتذكر مصابهم ) : يا من لعين قذاها عائر الرمد * حد النهار وقرن الشمس لم يقد أُخبرت أن سراة الأكرمين معا * قد أحرزتهم مناياهم إلى أمد وفر بالقوم أصحاب الركاب ولم * تعطف غداتئذ أم على ولد قومي صفيَّ ولا تنسَي قرابتهم * وإن بكيت فما تبكين من بُعُد كانوا سقوب سماء البيت فانقصفت * فأصبح السُمْك منها غير ذي عمد قال ابن هشام : قال أنشدني بيتها : " كانوا سقوب " بعض أهل العلم بالشعر . قال ابن إسحاق : وقالت صفية بنت مسافر أيضاً : ألا يا من لعين * للتَّـبكِّي دمعها فان كغَرْبىَ دالج يسقي * خلال الغيث الدان وما ليثُ غريف ذو * أظافير وأسنان أبو شبلين وثاب * شديد البطش غرثان كحبي إذ تولى * و وجوه القوم ألوان وبالكف حسام صا * رم أبيض ذكران وأنت الطاعن النجلا * ء منها مزبدٌ آن قال ابن هشام : ويروون قولها : " وما ليث غريف " إلى أخرها ، مفصولا من البيتين اللذين قبله. قال ابن إسحاق : وقالت هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب ترثي عبيدة بن الحارث بن المطلب : لقد ضمن الصفراء مجدا وسؤددا * وحلما أصيلا وافر اللب والعقل عبيدة فابكيه لأضياف غربة * وأرملة تعوي تهوى لأشعث كالجذل وبكيه للأقوام في كل شتوة * إذا احمر آفاق السماء من المحل وبكيه للأيتام والريح زفرة * وتشبيب قدر طالما أزبدت تَغْلى فإن تصبح النيران قد مات ضوؤها * فقد كان يذكيهن بالحطب الجزل لطارق ليل أو لملتمس القرى * ومستنبح أضحى لديه على رسل قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لهند . قال ابن إسحاق : وقالت قتيلة بن الحارث ، أخت النضر بن الحارث ، تبكيه : يا راكبا إن الأثيل مظنة * من صبح خامسة وأنت موفق أبلغ بها ميتا بأن تحية * ما إن تزال بها النجائب تخفق مني إليك وعبرة مسفوحة * جادت بواكفها وأخرى تخنق هل يسمعني النضر إن ناديته * أم كيف يسمع ميت لا ينطق أمحمد يا خير ضنْءِ كريمة * في قومها والفحل فحل معرق ما كان ضرك لو مننت وربما * منَّ الفتى وهو المغيط المحنق أو كنت قابل فدية فلينفقن * بأعز ما يلغو به ما ينفق فالنضر أقرب من أسرت قرابة * وأحقهم إن كان عتق يعتق ظلت سيوف بني أبيه تنوشه * لله أرحام هناك تشقق صبرا يقاد إلى المنية متعبا * رسف المقيد وهُوعانٍ موثق قال ابن هشام : فيقال ، والله أعلم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه هذا الشعر ، قال : لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه . قال ابن إسحاق : وكان فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر في عقب شهر رمضان أو في شوال .
|